داخل ما يشبه الكهف العملاق.

في الأفق اتضحت صور لعدة كائنات وحشية كبيرة طغى عليها اللون الأحمر القاتم، لقد كانوا الغيلان أو الأوغري.

وحوش بطول المترين وأكثر، مع جسد كبير وشبه عضلي، وجذوع أشجار يحملونها كهراواة بينما حمل اثنان منهم سيوفا صدئة. وبرزت أنيابهم العلوية والسفلية وتقاطعت بشكل مخيف خارج أفواههم.

حامت خمسة من هذه الوحوش بعشوائية في المكان دون هدف.

تاب...تاب...تاب...

حرك أحد الغيلان رأسه قليلا نحو مدخل الكهف المظلم عندما انتبه على الصوت غير المألوف.

ظهر ظل لجسد صغير بكثير مقارنة بهم، ولكنه متوسط بالنسبة للبشر.

" غغرراااه!!".

صاح الغول الذي في المقدمة بصوت مرعب تصم له الآذان، وضرب بقدميه في الأرض مندفعا، مما جعل الأرض تهتز.

بما أن الغيلان مفترسين طبيعيين لهم، فقد اندفع نجو البشري ليكون من نصيبه، وبما أنه نادرا ما ظهر البشر في منطقتهم فقد كان ظهور واحد بمثابة كنز.

مع رؤيته للغول ذو المستوى البالغ حوالي مائة وخمسين يندفع بقوة نحوه، لم يظهر جول أدنى توتر وأمسك مقبض سيفه الكبير على ظهره بينما يلاحظ نافذة حديثة ظهرت أمامه.

دييينغ

[يتعرض المستخدم لقدرة 'الترهيب'!]

[ فشل تأثير القدرة على المستخدم]

[ تم الحصول على مهارة 'مقاومة الخوف']

دييينغ

[إحصائيات مانا المستخدم مرتفعة]

[ إرتفع مستوى المهارة إلى 10 (الأقصى)]

'مقاومة الخوف؟...ذلك نادر'.

فكر بتعبيره الهادئ الملازم لوجهه.

أمال جسده قليلا للأمام. وعندما لم يفصل بين الإثنان سوى مسافة عدة أمتار، إندفع جول بقوة وأخرج السيف في ذات الوقت.

كرد فعل، لوح الغول بهراوته نحو جول بقوة. كذلك فعل الآخر وأخفض سيفه بسرعة وقوة للأسفل.

سوووش

تبع صوت القطع تناثر دماء كثيف من ذراع الغول حيث انقطعت حتى كوعه

" غياااه!!".

صاح الوحش بألم لكنه لم يوقف هجاماته بدلا من ذلك لوح بيده الأخرى السليمة في محاولة لأمساك نظيره.

تراجع جول خطوة للخلف مع التلويح بسيفه شاقوليا من الأسفل للأعلى، تبعه ظهور شق عميق على اليد المتبقية للغول.

" غياااه!!".

" غغررر!!".

أخذ جول لمحة لخلف الغول النازف أمامه لينتبه لبقية الغيلان تندفع نحوه.

ركز على الآخر أمامه مجددا ورفع سبابة يده اليمنى مصوبا بها كالمسدد مع نظرة مركزة.

"رصاصة المانا".

تمتم بهدوء تزامنا مع ظهور إشعاع أبيض مزرق على إصبعه.

سووش

مع تصويبه نحو صدر الغول حيث قلبه، إنطلق شعاع الظوء كالشهاب بسرعة مع صوت قاطع.

بمجرد تصادم الشعاع مع الغول، إندلع ظوء يعمي الأبصار، وبصوت إنفجار مدوي ظهر ثقب كبير بقطر متر على صدره مبخرا أكثر من ربع الحجم الكلي للغول.

إنفصل رأس الغول لم يبق ما يصله بباقي الجسد، تدحرج بعيون ميتة نحو قدمي جول. وصل طول الرأس حتى ركبة جول، فانحنى عليها الأخير وبلمسة إختفى نحو فراغ التخزين.

" غرراااهه!!".

برؤية موت رفيقهم، اندلع غضب باقي الغيلان وهاجموا بشراسة.

" هاااه... هذا سيكون متعبا".

علق جول بلا مبالاة، لكن رغم ذلك...إبتسم بخفة.

***

بعد مدة،

وداخل نفس الكهف، جلس جول على صخرة بينما يستخدم تعويذة شفاء لعلاج جروحه.

حول أرجاء الكهف تناثرت أجزاء مختلفة وبواقي للغيلان، بعضها كان ممزق ﻷشلاء، والبعض تم تحميصها وحرقها لفحم، وأجساد أخرى تم اختراقها وثقبها حتى بدت كالجبن السويسري.

في حين أمام جول إصطفت سبعة رؤوس بتعابير قبيحة ومختلفة أمام جول. في الواقع عند اشتداد المعركة مع الغيلان الأربعة المتبقين سابقا، ظهر اثنان آخران، مما جعل الوقت يطول.

" حسنا، سبعة رؤوس...إنها ثمان وعشرون ذهبة. لا بأس بها لشراء وجبات خفيفة".

تمتم جول بعد الإنتهاء من علاج جراحه، وقف بعد أن حسب قيمة صيده هذه المرة ثم انحنى عليهم، ومع كل رأس يلمسه يختفي لداخل مخزنه.

" بعد وصولي للمستوى المائتين صار الإرتقاء أصعب".

مد أطرافه ثم تثاءب.

"همم...دعنا نعود الآن".

قال بوجه هادئ وهو يتفحص أكمام قميصه الممزقة.

***

لاحق بعد تسليم الرؤوس لمبنى النقابة غادر مع تلقيه لنظرات الناس وعاد للفندق حيث يقيم في العاصمة.

بعد حمام منعش، خرج جول في شكله الصغير وهو ينشف شعره الفضي من الماء.

جلس على كرسي فخم وأرخى جسده، في حين مد يده واستولى على قطعة بسكوت من طاولة قريبة.

"سيدي!".

-" وااه! ل-لقد أفزعتني!".

نادت بيتا باستعجال مع ظهورها فجأة أمام جول، مما تسبب للأخير في الإنصدام من ظهورها المفاجئ، ومع إراكه لذلك توردت وجنتاه خجلا من تصرفه المباشر.

" أحم! أنا أعتذر لكنه أمر عاجل".

كذلك حدث مع بيتا متفاجئة من تصرف جول الطفولي، لكنها ببراعة سرعان ما غيرت الموضوع.

كذلك انتبه جول على كلماتها الأخيرة وعاد لوجهه الجدي.

" مالأمر؟".

-" إنه ألفا".

-" أحدث معه شيء؟".

في الواقع كان قد مر حوالي أسبوع منذ مغادرة ألفا لماقطعة الماركيز الدوغلاف، والمشتبه به في عمليات خطف الجان.

وبما أن هذه المملكة تشرع العبودية فقد تم إستعباد أنصاف الوحوش بدرجة كبيرة، لكن لم يكن ذلك علنيا. بل تم إقامة مزادات خفية لذلك المجال.

نتيجة لذلك كان جول قد اعتقد أن ما حدث في ماضي الأخوة الثلاثة معه مرتبط بطريقة ما مع خطط الماركيز.

لكن قبل أربعة أيام مع وصول ألفا، كان قد اكتشف أن صاحب تلك الأراضي والمتهم الرئيسي قد غادر أرضه نحو العاصمة في مسيرة أسبوعين.

تمكن ألفا من إختصار الوقت بشكل كبير بفضل قدرته الفراغ، ومستغلا غياب الماركيز قام ألفا بحرث قصره وتفتيشه شبرا شبرا.

" لقد أبلغ بالفشل!".

تحدثت بيتا بغموض.

" هل قبض عليه؟".

-" لا...لكنه لم يعثر على شيء مثير للشبهة حقا، كل الوثائق والمعلومات التي جمعها من الناس هناك تخبر فقط بكم أنه رجل صالح، كل فرد منهم يمدحه كما لو كان بطلا وقائدا كريما ومتسامحا".

تحدثت بيتا بقليل من خيبة الأمل، لقد تأملت لو يجدون دليلا واحدا حول ما حدث معهم من قبل.

" لا تصنعي هذا الوجه! ماركيز دوغلاف شخص يطمح لكم المملكة، بالتأكيد لن يترك خلفه دليلا يدينه من قبل أعدائه".

وحاول جول مواساتها، فمحت بيتا أفكارها وعادت لتكمل بوجه أكثر ثقة.

" إنه يطلب تعليماتك!".

-" لا بأس، أطلبي إليه أن يعود في الوقت الحالي، قريبا سنغادر هذه المملكة".

-" فهمت!".

وضعت بيتا يدها على أذنها لاستخدام قدرتها التخاطر والتواصل مع شقيقها الأكبر...

" بالمناسبة، هل من أخبار من أوميغا؟".

بعد إنهاء بيتا لاتصالها سألها جول.

" لقد أخبرني قبل فترة أنه سيصل بعد بضعة أيام للميناء في شرق مملكة فاريون".

-" جيد، إذا تواصلتي معه مجددا أخبريه أن يتمهل ولا ينهك نفسه، لا بأس بالإسترخاء من حين لآخر".

رد عليها جول وحمل قطعة بسكوت أخرى لفمه، في حين كانت أفكار بيتا مختلفة تماما.

' إنه يتمتع أكثر مما يعمل، ذلك الأخ الغبي! أعدك أنني سأبرحك ضربا بمجرد لقائنا!'.

***

في مكان آخر، في مملكة فاريون.

" * آاتشوووه!".

فتى في حوالي الثالثة عشر بشعر أسود مع عدة خصل بيضاء، وعيون ذهبية، وبوجه مشابه لبيتا... أطلق أوميغا عطسة بينما يحمل في حضنته عدة وجبات مختلفة وهو يتجول في سوق المدينة.

جفل فجأة وامتلأت مؤخرة رقبته بقطرات عرق باردة، إنتابته قشعريرة، ثم أدار رأسه ببطئ نحو الشرق وتمتم.

" نوعا ما... لدي شعور سيء".

***

بالعودة لعاصمة مملكة زيوس.

حمل جول قطعة ورق ولوح بها نحو بيتا التي كانت تشتعل بهالة غاضبة، وعندما انتبهت على عمل جول، أمسكت الورقة لتجدها رسالة مغلقة.

" خذيها لشركة فرناستي عندما تجدين الوقت".

أمر وعاد لوضعية الإسترخاء قبل أن يتابع مضغ البسكوت خاصته.

راقبت بيتا جول لثانية قبل إعادتها للرسالة في يدها. وبنظرة متحيرة استدارت واختفت مجددا في الفراغ كما جاءت.

" أعتقد أنني سأنام قليلا".

ارتفع جول الكرسي وتثاءب بينما يتوجه نحو السرير الكبير في زاوية الغرفة.

رغم أن الشمس ماتزال في السماء منبهة على وقت العصر، فقد نام جول ببساطة وسرعة.

2021/02/24 · 139 مشاهدة · 1151 كلمة
Abir Bell
نادي الروايات - 2024